ستكون السينما الهوليوودية ممتنّة بقوة للقتلة الاسرائيليين،
ستكون عاجزة أيضاً عن مجاراتهم في أشد سيناريوهات أفلامها التجارية رداءة،
سيتطلب الأمر إجراء تعديلات أشد تطرفاً ووحشية، والقبول بسيناريو متمثل
بفيلم يقوم فيه الجنود بإطلاق النار على كل من على سطح سفينة، ولن يكون
التشويق هنا بمجابهة نيرانهم بنيران مضادة، بل بتلقي الرصاص بصدور عارية،
أو استخدام أقل الوسائل نجاعة في الدفاع عن النفس، والتي ستكون شبيهة بتعلق
غريق بقشة، أو مجابهة الرصاص والقنابل بقشة.
سيبدو اطلاق النار على بشر عزّل مأزقاً درامياً، وسيشعر المنطق
الهوليوودي بأنه في ورطة لفترة وجيزة، لكن لكل شيء حل، هكذا تقول لنا
الأفلام الرديئة، وهناك من الرداءة ما يكفي لدى المتلقي الجاهل بأن يقبل
بأي شيء طالما أنه يتسلى ويمضي وقتاً ممتعاً يأتيه من شاشة كبيرة.
الحل سيكون مرتجلاً، لكن من يأبه لذلك! «أسطول الحرية» سيصور بوصفه
مجموعة من الإرهابيين، طبعاً هذا طبيعي بالنسبة لكيان لا يعترف حتى
بالمقاومة السلمية، وسيستدعي الأمر هنا سلفستر ستالوني وأرنولد شوارنزينغر
وآخرين من عتاة القتلة في الأفلام الأميركية، والذين كما في أفلامهم سنقبل
قتلهم الأشرار لا لشيء إلا لأن الأخيار يأتون من يسار الكادر ليقابلوا
الأشرار في يمين الكادر حسب التقاليد الهوليوودية و«الكوميك»، لكن سيكون
على كاتب السيناريو الجالس في مكتبه في تل أبيب أن يلفق أي شيء ليمسي من هم
على يمين الكادر أشرارا بحق، يكفي أن يسميهم إرهابيين، وربما إرهابيين
دوليين طالما أنهم ينتمون إلى 44 جنسية في هذا العالم المترامي. نواب
وصحافيون وناشطو حقوق انسان وأطباء، لا فرق، إنهم يقتربون من غزة، وهذه
المنطقة مثلها مثل مثلث «برمودا» أو District 9 (المنطقة 9)، حيث تعيش
كائنات فضائية مجاعة عارمة ويجب ترحيلهم والقضاء عليهم جميعاً، وكمصير هكذا
أفلام فإن الفيلم الذي سينفذه الكومندوس الاسرائيلي سيكون صالحاً للألعاب
الرقمية، ويجري الآن الإعداد للعبة اسمها «الكومندوس وسفينة الإرهاب» أو
«الكومندوس وكائنات غزة الفضائية»، من المبكر اطلاق اسم عليها، المهم أن
تكون المراحل مدروسة بعناية وصولاً إلى أن تنتهي المرحلة السادسة منها بقتل
كل من في غزة، واختبار قدرة اللاعب على سد أي منفذ قد يتسرب منه أي شيء
إلى غزة، العمل جارٍ، والواقع أشد فتكاً، واللعبة ستكون ناجحة لا محالة،
خصوصاً مع الحقيقة الصارخة بأن المحاكاة هنا لواقع شديد الفتك بحيث ستبقى
تلك اللعبة أقل تسلية للقتلة.
طبعاً السيناريو واللعبة الرقمية ستكون صالحة لاستقدام كل من ولد في هذه
البقعة العظيمة من العالم، يكفي أن تكون عربياً لتكون مادة للقتل، لا بل
إن مجرد ولادتك في هذا الوطن العربي المترامي يعني خروجك من الرحم إلى
الألعاب الرقمية، وليس لك من مهمة إلا زيادة المعدل أو «السكور» الذي يحققه
القتلة، بكبسة زر أنت ميت أو شهيد لا فرق، القتل الاسرائيلي يعدنا بأن
اللعبة مازالت مسلية، وأنهم مازالوا يجدون كل التشويق في قتلنا، ولسنا سوى
شعوب اجتمعت بالنسبة لاسرائيل لتكون حفنة من الكومبارس الذين عليهم أن
يتلقوا رصاصها وقنابلها وأدوات فتكها برحابة صدر، وهناك كثر يصادقون على
ذلك، في الداخل والخارج، داخل اللعبة الرقمية أو خارجها، من الفاعلين بها
والمفعول بهم، إنهم جميعاً يصمتون واسرائيل ترتب لعبتها الرقمية على مقاس
شعوب بأكملها راسخة وخالدة في أرضها والبند الرئيس فيها: اقتلوا كل من يظهر
على الشاشة، إنها كائنات عربية افتراضية، أو كائنات «انيماشن» لضرورات
التفاوض أحياناً.
الإمارات اليوم
4/9/2011, 4:40 pm من طرف Jzrawy
» مازيمبي يرفض «الترجي» ويصفع بالخمسة
11/1/2010, 7:28 pm من طرف Jzrawy
» نشيدة يا السعودية
11/1/2010, 7:08 pm من طرف Jzrawy
» لقد عدت من جديد
10/21/2010, 12:43 am من طرف محمد عبرحمن الضبع
» مڛآبقـﮧ منۈ آنآ
9/13/2010, 2:51 pm من طرف زائر
» اضحك مع الطرائف
7/5/2010, 9:30 pm من طرف زائر
» لغزي محير
7/5/2010, 3:10 pm من طرف ريحانة الجنة
» إعلانك يحقق أهدافك
6/29/2010, 4:35 am من طرف ][شموخي تآجي..~
» فضل صيام الا ثنين والخميس
6/25/2010, 9:03 pm من طرف زائر